مرحبًا مجتمع إتقان،
كثيرًا ما يتساءل مستخدمو التطبيقات القرآنية عن سبب وجود حاجة لوصل التطبيقات القرآنية بالإنترنت من أجل التمكن من استخدام هذه التطبيقات، خاصةً وأن الشائع بالنسبة للمستخدم العادي هو أن استخدام الإنترنت معناه: انتهاك تام في الخصوصية + إعلانات، وهذين العنصرين بالذات لن يحب المستخدم المسلم مصادفتهما في تطبيقاته القرآنية لضمان تجربة استخدام ناجحة للتطبيق؛ إذ لن يرغب في أي انتهاك لخصوصية استعماله لتطبيقه ذي الأهداف الروحانية، كما لن يفضل استخدام تطبيقات إسلامية تعرض إعلانات قد لا تكون مناسبة أو تقطع خشوعه.
لذا، وبما أننا بهذا المجتمع نريد وصل كل الأطراف الفاعلة في التطبيقات القرآنية، سواءً من ذوي الخبرات التقنية المتقدمة أو البسيطة، أو حتى ذوي الخبرات غير التقنية، فسأوضح بهذا الموضوع أسباب استخدام بعض التطبيقات للإنترنت رغم عزوف بعضها الآخر عنها، لتكون الصورة أكثر وضوحًا.
هل هناك سبب تقني يستدعي وصل التطبيقات القرآنية بالإنترنت عند الاستخدام؟
رغم ميول البعض لوصل النت بالتطبيقات بهدف إضافة الإعلانات كغرض تجاري، إلا أن البعض يصلها لأسباب تقنية بحتة، سأشرحها الآن.
تلجأ التطبيقات التي تعمل بدون إنترنت إلى تخزين المحتوى بأنواعه (نصوص، تلاوات، تفاسير...إلخ) داخل التطبيق نفسه، بحيث يتم تحميل البيانات الخاصة بالتطبيق كاملةً عند تثبيت التطبيق أو الإضافة الجديدة به، والمنطقي هنا أن هذا سيزيد من مساحة تخزين التطبيق على الجهاز المستخدم سواءً هاتف، حاسوب، جهاز لوحي أو غيرهم؛ كما يستغرق وقتًا طويلًا نسبيًا بالتحميل، قد لا يتناسبان مع جودة النت المتاحة لدى المستخدم، ولا مع إمكانيات جهازه.
ولهذا السبب، يلجأ بعض المطورين إلى توفير تطبيقات تحتاج إلى وصل بإنترنت ذات جودة بسيطة إلى متوسطة عند الاستخدام، ولا تتطلب تخزين كل بيانات للتطبيق على التطبيق نفسه، ولا أن يتم تحميلها كاملةً عند التثبيت، بل يتم تخزين جزء من المحتوى خارجًا، ليتم جلب البيانات من الخادم Server مباشرةً عند كل استخدام.
والنتيجة التي يتم الوصول إليها هنا هي أن يكون التطبيق خفيفًا، ومتماشيًا مع إمكانيات الأجهزة الضعيفة، ولا يتطلب جودة عالية بالانترنت، لا عند التحميل، ولا عند الاستخدام؛ كما يمكّن المطور من إجراء التحديثات بسهولة، دون الحاجة لإلزام المستخدم بإعادة تحديث التطبيق في كل مرة.
هل استخدام الإنترنت في التطبيقات اختياري؟
في أغلب الحالات هو كذلك نعم، وقد يعود ذلك لأسباب تجارية، أو تقنية كما وضحتُ أعلاه، أو لسبب إضافي يتمثل في جمع بيانات معينة من المستخدم تساعد المطور على تحديد عناصر معينة تساعده على جذب المستخدم أكثر، أو قياس جودة تجربته.
وتجدر الإشارة هنا، إلى أن جمع البيانات في تطبيقات قرآنية، يجب أن يكون محدودًا قدر الإمكان مقارنةً مع باقي التطبيقات -مع ضرورة توضيح ذلك في شروط الاستخدام الخاصة بالتطبيق-، وهو ما يحصل عادةً، إذ يلجأ الكثير من المطورين لجمع بيانات المستخدم الإسلامي من قبيل:
- المنطقة الجغرافية والزمنية لتحديد أوقات الصلاة، والقِبلة.
- تحديد أي محتوى عليه اهتمام أكثر في التطبيق، مما يمنح فكرة لتطوير التطبيق وفق اهتمامات المستخدمين.
- مدة استخدام التطبيق.
- مراقبة أداء التطبيق.
عدا ذلك، قد يكون وصل هذا النوع من التطبيقات بالإنترنت إلزاميًا إذا احتوى التطبيق على عناصر تستوجب وصله بها، من قبيل:
- مزامنة التقدم والحفظ بين الأجهزة.
- وجود دروس قرآنية مباشرة.
- خاصية البحث الذكي عبر الإنترنت.
هل يُنصح بتطوير تطبيقات تستلزم استخدام الإنترنت؟
بما أن هدف التطبيقات القرآنية هو خدمة كتاب الله،فلا بد من التعامل معها بحذر أكبر ومنحها العناية الكافية، بما يضمن دقة المحتوى، وأمان المستخدم، وخشوع المستخدم، وسهولة وصوله إليها؛ ولهذا يُعَد وصلها بالإنترنت أمرًا غير محبذ كثيرًا إلا عند الضرورة أو عند نوعيات محددة فقط من المحتوى، لضمان عدم حصول تغيرات غير معروفة لدى المستخدم أو تحريفات أو ما شابه.
بهذا أكون قد وضحت الأسباب الرئيسية التي تجعل المطورين يطورون تطبيقات يستلزم استخدامها وصولًا إلى الإنترنت أو . والآن! كمستخدم عادي، ما التفاصيل التي تريد أن يشاركك إياها مطورو التطبيقات قبل استخدامك لها لتفادي سوء فهمها؟ وما الأمور التي تسبب لك بعض الارتباك عند استخدام التطبيقات القرآنية؟