يُعدّ تطبيق سورة من أبرز المشاريع التقنية القرآنية التي أنتجها مركز تفسير للدراسات القرآنية التي تهدف إلى تقديم تجربة تفاعلية متقدمة مع النص القرآني، تجمع بين الدقة العلمية، وسهولة الوصول، وجمال العرض.
أحد أكثر المشاريع تفرّدًا في التطبيق هو مشروع "بيان معاني مفردات القرآن الكريم"، والذي يمكّن المستخدم من لمس أي كلمة في المصحف ليظهر له محتوى يوضح معناها في اللغة العربية وفي السياق القرآني الذي وردت فيه، بما في ذلك معاني حروف المعاني والظروف.
فكرة المشروع
من خلال هذه الميزة التفاعلية لبيان معاني مفردات الكلمات، ظهرت فكرة جديدة وهي:
إيصال بعض المعاني القرآنية عبر الصورة.
وكان الهدف من هذه الإضافة هو دعم الفهم البصري للمعنى وتيسير الوصول إليه خصوصًا لغير الناطقين بالعربية أو للأطفال، عبر توظيف الصور كوسيلة مساعدة تُقرب المعنى دون أن تحل محل التفسير أو تحدد دلالته النهائية.
التحدي الشرعي
واجه الفريق تحديًا كبيرًا يتمثل في مدى جواز استخدام الصور لتوضيح المعاني القرآنية.
وللتعامل مع هذا التحدي بموضوعية ومنهجية، شكّل تطبيق سورة لجنة علمية متخصصة تضم نخبة من العلماء في علوم القرآن والشريعة، تولّت دراسة المفردات المرشحة واحدة تلو الأخرى، لتقرير مدى جواز تمثيلها بالصور أو منع ذلك، مع توثيق الأسباب الشرعية لكل قرار.
وبعد مراحل من الدراسة والمراجعة، خلص الفريق إلى مجموعة من الضوابط التي تُعتبر اليوم إطارًا علميًا وتقنيًا يمكن الاعتماد عليه لكل من يرغب في تطوير مشاريع مشابهة.
تهدف هذه الضوابط إلى تحقيق التوازن بين الإبداع التقني، والالتزام الشرعي، والدقة التفسيرية.
الضوابط العامة لاستخدام الصور في المصحف الرقمي
فيما يلي أهم الضوابط التي اعتمدها الفريق العلمي لتطبيق سورة في مشروع "التفسير المصوّر":
الوظيفة التوضيحية لا التفسيرية:
الصورة تُستخدم لتقريب معنى اللفظ، لا لتحديد المعنى أو تفسيره الحصري.
الارتباط اللفظي لا التركيبي:
الصورة ترتبط بالكلمة المفردة، لا بالتركيب الكامل الذي وردت فيه، مع مراعاة معنى تلك الكلمة بالسياق ما أمكن.
سلامة المعنى التفسيري:
لا تُبنى الصورة على تفسير شاذ أو قول ضعيف.
وضوح التعبير البصري:
يجب أن تكون الصورة معبّرة بوضوح عن اللفظ دون أن توهم بمعنى آخر.
اختيار القول الراجح:
عند تعدد أقوال المفسرين يُعتمد القول الأرجح أو الأشهر ما لم يكن غريبًا.
احترام المقامات الشرعية:
تُراعى جلالة المعنى، فلا تُستخدم صور تُقلل من شأن المعنى أو توحي بما لا يليق.
استبعاد الصور غير الضرورية:
لا تُستخدم الصور في الألفاظ الواضحة بذاتها مثل الألوان والأعداد.
سلامة المحتوى المرئي:
يمنع استخدام صور تحتوي على محرمات مثل تصوير نساء متبرجات.
الامتناع عن وضع صور للأمور الغيبية:
يُمنع تصوير المعاني الغيبية كالجنة والنار والقيامة والملائكة والأنبياء والصحابة.
الامتناع عن تصوير معجزات الأنبياء:
لا تُصوّر مفردات مرتبطة بمعجزات الأنبياء كعصا موسى أو ناقة صالح أو سفينة نوح أو البقرة المذكورة في سورة البقرة أو ما شابه.
ارتباط الصورة بالصفة أو المضاف:
قد تُعرض الصورة بالاقتران مع ما وُصف به اللفظ في الآية لتوضيح المعنى الكامل.
إدارة التكرار الذكي:
إذا تكرّر اللفظ في مواضع متعددة تُكرر الصورة ما لم يكن السياق يستدعي إضافة صورة أخرى.
تجميع الأجناس:
يمكن جمع صور متعددة ضمن فئة واحدة مثل صور الأنعام.
الإيضاح النصي داخل الصور:
يُضاف توضيح مكتوب على الصورة مثل: (ثمرة الزيتون – شجرة الزيتون).
أبعاد تقنية ومحتوى
من الناحية التقنية، استدعى تنفيذ هذا المشروع تطوير نظام يربط كل كلمة في النص القرآني ببياناتها اللغوية والبصرية.
وقد استخدم الفريق محرك عرض ذكي يقوم عند لمس الكلمة بإظهار نافذة تحتوي على:
- المعنى اللغوي والسياقي.
- الصرف والإعراب.
- الصورة التوضيحية (إن وجدت)
هذا التكامل بين اللغة، والمعنى، والصورة، والتقنية جعل من تطبيق سورة نموذجًا متقدمًا في تجربة الاستخدام القرآنية الرقمية مع مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك النموذج.
وهذه أمثلة لطريقة بيان المعنى عن طريق الصورة في تطبيق سورة.


