لاحظت في طفولتي وجود ضعف واضح في المحتوى الديني الموجه للأطفال، سواءً أيام الأقراص المضغوطة، أو حتى في تطبيقات الهاتف التي بدأت تظهر بمراحل متقدمة من طفولتي.
ففي الوقت الذي كانت فيه التطبيقات التعليمية والترفيهية الأخرى ممتعة وجذابة، كانت التطبيقات الإسلامية مقدمة بطريقة موجهة للكبار دائمًا، بلغة وأساليب صعبة الاستيعاب لم تتناسب معنا وقتها كأطفال، ولا مع حاجتنا للتشجيع والتحفيز للاستمرار في استخدامها.
لكن اليوم ومع ظهور محاولات لسد هذا الفراغ، وبما أن منها ما بدأ يسير بالطريق الصحيح في حين ما زال غيره يتعثر، أردت جعل هذا الموضوع بمثابة دعوة للطفل الذي بداخل كل واحد فينا لمساعدة القائمين على هذه التطبيقات على توفير ما يحتاجه الطفل فعلًا، فلعل قدرتنا على التعبير عن أفكارنا الآن أفضل من السابق.
فما الذي كنت تتمنى وجوده في طفولتك في تطبيقك القرآني؟ ما الذي كان يجذبك في البرامج التعليمية والتطبيقات الطفولية؟ وما الملاحظات التي تريد وضعها كمعايير توجيهية للقائمين على التطبيقات القرآنية الموجهة للأطفال؟
من ناحيتي أريد التأكيد على هذه النقاط:
- الأطفال ليسوا أغبياء لمعاملتهم على أساس أنهم عاجزين على الفهم، لكنهم بنفس الوقت غير ناضجين كفاية لمعاملتهم على أنهم كبار وناضجين كليًا.
- لا تصمم بنفس الطريقة لكل الأطفال، فاحتياجات الطفل من عمر 10 سنوات تختلف عن طفل 4 سنوات، سواءً من ناحية الرسومات، أو الكتابة، أو التوجيهات أو التكرار أو غيرها.
- الخلفية اللغوية للأطفال مختلفة. لا داعي لإلقاء كلام عربي بمفردات صعبة الفهم، وإن فعلت، فقدم معه شرحًا للمصطلح الغريب دائمًا بخيار يعرف الطفل كيف يصل إليه.
- يحب الأطفال من يشجعهم على إنجازاتهم، بالكلام، وبالتحديات، والمكافآت، وفتح مستويات جديدة تبين لهم أن ما يقومون به يؤتي أكله، فيبتعدون عن الإحباط.
- الأطفال مرحون جدًا ويحبون مصادفة الألوان الحيوية الزاهية التي يحبونها في كل مكان، فلا داعي لجعل تطبيقاتهم رمادية، أو بألوان باهتة تقتل حبهم للمرح. اجعل تطبيقهم محببًا لهم وموافقًا لاهتماماتهم.
- الأطفال يحبون اللعب جدًا، من المهم الاستفادة من هذا لبناء ألعاب تساعدهم على الحفظ، أو اختبار مكتسباتهم.. إلخ
- يحب الأطفال التعلم باستخدام عدة حواس، لذا من الجيد إضافة الصوتيات والمؤثرات المساعدة على تحفيزهم دون إزعاج ودون مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي.
- يحب الأطفال التكرار كثيرًا، لكن التكرار دون تقدم بمكتسباتهم سيسبب لهم ملل مع الوقت، لذا اجعل التطبيق قابلًا للتطور والتوسع باستمرار لضمان استمرار اهتمامهم به.