في طفولتي كان يوجد ضعف واضح في المحتوى الديني الموجه للأطفال، سواءً أيام الأقراص المضغوطة، أو حتى في تطبيقات الهاتف التي بدأت تظهر بمراحل متقدمة من طفولتي.
ففي الوقت الذي كانت فيه التطبيقات التعليمية والترفيهية الأخرى ممتعة وجذابة، كانت التطبيقات الإسلامية دائما مقدمة بطريقة مناسبة أكثر للكبار، بلغة وأساليب صعبة الاستيعاب، لم تتناسب مع حاجة الطفل للتشجيع والتحفيز للاستمرار في استخدامها.
لكن الآن، ومع ظهور محاولات لسد هذا الفراغ، أردت إضافة بعض الأمور التي كنت قد شعرت بها ولاحظتها فعليا في طفولتي بما اني حصلت على تنشئة متضادة ببعض الجوانب.
فقد كنت أحصل على أقراص CD تعليمية أجنبية موجهة للأطفال الأجانب وتحمل مواصفات معينة لم تكن متاحة تقريبا ببلادي العربية ولا لأطفال جيلي (لست أمدحها اذا بها سلبيات أيضا، لكنها اهتمت بتجربة الطفل أكثر من غيرها)؛ في حين كنت ألجأ للمتاح عربيا فقط فيما تعلق بالجانب الديني. والفرق هنا طبعا كان واضحا جدا بالنسبة لي آنذاك.
فيما يلي أبرز النقاط التي كنت قد لاحظتها و شعرت بها، لكن طبعا بصياغتي الحالية بعد أن بات التعبير عن الأفكار أسهل وأدق عن الطفولة:
- الأطفال ليسوا أغبياء ليعاملوا على أساس أنهم عاجزين على الفهم، لكن بنفس الوقت هم غير ناضجين كفاية لمعاملتهم على أنهم كبار وناضجين كليًا.
- لا تصمم بنفس الطريقة لكل الأطفال، فاحتياجات طفل من عمر 10 سنوات تختلف عن طفل 4 سنوات، سواءً من ناحية الرسومات أو الكتابة أو التوجيهات أو التكرار أو غيرها.
- الخلفية اللغوية للأطفال مختلفة. لا داعي لإلقاء كلام عربي بمفردات صعبة الفهم، وإن فعلت، فقدم معه شرحًا للمصطلح الغريب دائمًا بخيار يعرف الطفل كيف يصل إليه.
- يحب الأطفال من يشجعهم على إنجازاتهم، بالكلام، وبالتحديات، والمكافآت، وفتح مستويات جديدة تبين لهم أن ما يقومون به يؤتي أكله، فيبتعدون عن الإحباط.
- الأطفال مرحون جدًا ويحبون مصادفة الألوان الحيوية الزاهية التي يحبونها في كل مكان، فلا داعي لجعل تطبيقاتهم رمادية، أو بألوان باهتة تقتل حبهم للمرح. اجعل تطبيقهم محببًا لهم وموافقًا لاهتماماتهم.
- الأطفال يحبون اللعب جدًا، من المهم الاستفادة من هذا لبناء ألعاب تساعدهم على الحفظ، أو اختبار مكتسباتهم.. إلخ
- يحب الأطفال التعلم عبر عدة حواس، لذا من الجيد إضافة الصوتيات والمؤثرات المساعدة على تحفيزهم دون إزعاج ودون مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي.
- يحب الأطفال التكرار كثيرًا، لكن التكرار دون تقدم بمكتسباتهم سيسبب لهم ملل مع الوقت، لذا اجعل التطبيق قابلًا للتطور والتوسع باستمرار لضمان استمرار اهتمامهم به.
في الأخير، الأطفال هم الجيل القادم الذي سيحمل رسالة الاسلام ولا بد من الاعتناء بهم، لذا إن كانت لديكم أي ملاحظات إضافية تتذكرونها من طفولتكم أو تستطيعون ملاحظتها حاليا من سلوك أطفالكم، فشاركونا إياها في التعليقات.