مرحبًا مجتمع إتقان، كما نعلم جميعًا، فتطوير أي تطبيق برمجيًا لا يعني بالضرورة نجاحه الفوري؛ إذ لو غابت مراعاة هذا التطبيق لمعايير التصميم الملائمة للفئة التي سيوجه إليها، فقد يُحكم فوريًا على التطبيق بالفشل!
والأمر نفسه للتطبيقات الإسلامية التي تكون موجهة لمجتمع مسلم له معاييره الخاصة، والتي تختلف في عدة جوانب عن معايير باقي المجتمعات؛ كما أن هذا المجتمع الإسلامي نفسه، يحوي فئات متنوعة لا يصح التعامل معها بنفس الطريقة، فتحفيز طفل صغير على استخدام التطبيق يتطلب استخدام معايير وألوان معينة تختلف كليًا عن تلك التطبيقات الموجهة إلى مستخدمين راشدين.
وعليه، سأتحدث في هذا الموضوع عن أهم الأمور التي يجب أخذها بالحسبان لضمان تقديم تجربة استخدام مثالية للتطبيقات الإسلامية.
1. تحديد معايير الاستخدام الخاصة بالفرد المسلم حصرًا
هناك عدة معايير لا يجب تخطيها في أي تطبيق إسلامي، مهما كانت الفئة التي يتم توجيهه إليها، وهي:
- استخدام رموز إسلامية معروفة عالميًا مثل شكل القبلة والمصحف، وتجنب استخدام أي رمز له صلة بثقافات أو ديانات أخرى، أو رمز غير معروف استخداماته.
- استخدام محتوى دقيق بنسبة كاملة 100٪ دائمًا، والاعتماد على موارد موثوقة لجمع بيانات التطبيق، مثل موارد إتقان وQuran.com.
- استخدام مصطلحات صحيحة دينيًا وغير متناقضة بالتفاسير والتوضيحات، فلا نقول على سبيل المثال: "قوة الطبيعة" أو "بفضل فلان"…إلخ، أو ما شابه من مصطلحات يشاع استخدامها رغم خطئها الديني الإسلامي.
- عدم استخدام الموسيقى بأنواعها (سواءً بالآلات، أو من نوع الأكابيلا البشرية) والاكتفاء بالأصوات الطبيعية التي تحافظ على الطابع الروحي للتطبيق.
- تجنب إضافة الإعلانات في التطبيقات الإسلامية، ويُعَد هذًا أمرًا مهمًا جدًا لراحة المستخدم، خاصةً وأن الإعلانات في العادة قد تكون مشتتة لانتباهه، ناهيك عن إمكانية احتوائها على محتوى غير لائق أحيانًا، أو عرض محتوى يتوافق مع تفضيلات المستخدم الأخرى.
- الحفاظ على الخصوصية وحماية بيانات المستخدمين، لأن استخدام تطبيق ديني من وجهة نظر مستخدم مسلم لا يتطلب منح صلاحيات عامة للتطبيق فهدفه الأساسي روحي. ولهذا السبب قد يتراجع البعض عن استخدام التطبيق في حال لم ييشعروا بالراحة والأمان والسلاسة الكافية. ولتجنب الوقوع في حالة المساس بالخصوصية والحماية التي يبحث عنها المستخدم المسلم، عليك بما يلي:
- تجنب طلب صلاحيات غير ضرورية من المستخدم.
- عدم إلزام المستخدم بالتسجيل من أجل استخدامه للتطبيق.
- تشفير بيانات المستخدم للحفاظ على سريتها.
2. فهم الفئة التي سيُوجه إليها التطبيق وتحديد متطلباتها
تختلف طبيعة المتطلبات التي يجب توفيرها في التطبيق الإسلامي حسب اختلاف الفئة العمرية التي سيوجه إليها هذا التطبيق، وكذلك حسب الفئة الجغرافية واللغوية، والحالة الصحية والحركية لدى المستخدم. ونستطيع توضيح هذه المتطلبات في ما يلي.
الفئة العمرية
من الطبيعي أن استخدام الطفل لتطبيق يختلف استخدام شيخ، وعن استخدام شاب. وهنا لا بد من التأكد من مراجعة أساسيات التعامل مع كل فئة مثل:
- المدة الفاصلة بين الإشعارات: فقد يرى الطفل أن الإشعارات بتباعد زمني مدته X محفزة له، في حين قد يرى الشاب أنها إزعاج شديد له وإساءة لتجربة استخدامه.
- الألوان المستخدمة: يحب الأطفال عادةً استخدام الألوان والمرح والصوتيات، في حين يميل الكبار أكثر إلى ما يعبر عن الاتزان والرشد والألوان الهادئة والبساطة.
- بساطة الواجهة وسهولة الاستخدام التي تبحث عنها كل فئة: من المهم التركيز على درجة ونوعية البساطة التي تحبها كل فئة، والعمل على أساسها.
- الإرشادات التعليمية: يحتاج المستخدم الجديد في العادة لإرشاد توضيحي بالرسم والصوت أيضًا في بعض الأحيان لتوضيح كيفية استخدام التطبيق، وهذا الإرشاد وتكراره يختلف حسب العمر، ولعل فئة المتقدمن في العمر هم أكثر فئة تحتاج لاهتمام مكثف من هذه الناحية وإلى التكرار أكثر؛ في حين أن فئات أخرى مثل الشباب اليافع الذي يُعد معتادًا على التعامل مع التطبيقات عمومًا، فقد يرى في تكرار هذه الإرشادات أو طولها إزعاجًا له.
- حجم الخط: فشخص شاب قد يقرأ نص متوسط إلى صغير الحجم، لكن الشخص المتقدم في السن، سيحتاج لحجم أكبر بالخط.
الفئة الجغرافية واللغوية
التطبيقات الإسلامية موجهة للمسلمين حول العالم، وليست مخصصة للناطقين باللغة العربية بالضرورة، ولا لأشخاص من خلفية جغرافية أو ثقافية واحدة، لذا من المهم التأكد من توفير المحتوى الدقيق المتوافق مع لغة مستخدمي التطبيق وهويتهم، وأماكنهم الجغرافية؛ فمن غير المنطقي مثلًا تذكير شخص مقيم بأمريكا بصلاة الفجر الخاصة بالسعودية، بل أن يتم تكييف مواعيد الصلاة مع المنطقة الجغرافية الزمنية التي يقيم بها المستخدم.
اختلافات الحالة الصحية والحركية
للتعامل مع الاختلافات السمعية والحركية والبصرية والإدراكية للمستخدم المسلم نحتاج لتوفير تطبيقات متوافقة مع متطلبات كل فئة، ويمكن التأكد هنا من مطابقة التطبيق مع المعايير العالمية WCAG، فلا يُعقَل أن يتم تقدم تطبيق أساسه صوتي لشخص يعاني أساسًا من إعاقات سمعية؛ ولا أن يتم توفير تطبيق كتابي بدون صوت لشخص لديه إعاقات بصرية. وللتعامل مع هذا النوع، نحتاج إلى:
- تحديد نوعية الإعاقة التي سيتعامل معها التطبيق.
- التأكد من الموارد الموجودة الموجهة للفئة وانتقاء الأدق منها.
- مراجعة معايير التعامل مع الفئة من ناحية الألوان، والإشعارات، والصوتيات، واللغة المستخدمة، وغيرها.
3. استخدام مبادئ التصميم بما يتوافق مع تحليل الفهم الناتج عن الفئات السابقة
بعد التأكد من تحديد النقاط الأساسية المتعلقة بفهم الفئات المشار إليها سابقًا. لا بد من التأكد من تطبيق معايير التصميم الأساسية بما يتماشى مع كل فئة، وتشمل أساسًا:
- بساطة وسهولة واجهة التطبيقات.
- سهولة الاستخدام.
- تباين الألوان ودرجة الصوت بالدرجة التي تحتاجها كل فئة.
- انسجام الألوان والخطوط وأحجامها بما يوفر راحة بصرية كافية للمستخدم.
- التأكد من سرعة أداء التطبيق.
- مرونة التطبيق ومقروئيته على مختلف الشاشات والأجهزة.
4. اختبار التطبيق
من المهم بعد بناء أي تطبيق أن نتأكد من سلاسة استخدامه لدى الفئة التي تم تطويره لأجلها، وعبر تقييم عدة جوانب أهمها:
- مدى رضاهم عن تجربة استخدامه.
- سهولة وصولهم إلى خصائصه.
- الوقت المستغرق من طرفهم في القيام بعملية يحتاجون إليها.
وهنا لضمان أن يكون التطبيق متوافق تمامًا مع التطلعات، فيمكن إطلاق التطبيق بنسخته الأولية MVP لاختبار خصائصه الأولية الأساسية من طرف الفئة التي ستستخدمه قبل مواصلة تطوير خصائص إضافية.
بهذا أكون قد انتهيت من النقاط الأساسية التي سيحتاج كل مطور تطبيق إسلامي التركيز عليها لضمان توفير التطبيق للفائدة المطلوبة.
انطلاقًا من تجاربك السابقة، وهذا الموضوع، هل هناك معايير إضافية سنحتاج لأخذها بالحسبان لضمان توفير تطبيقات إسلامية متوافقة مع فئتها المستهدفة؟